هده أحدث المواضيع التي تم نشرها :

الجمعة، 14 يونيو 2013

قصة ثائر البيداء للاخ المغربي سفيان اشلواو !!!

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
لا شك انكم لاحظتم ان موضوع اليوم خارج عن مال تدوينات هذه المدونة ... لكن انا أحببت هذه القصة التي قام بكتابتها الأخ العزيز  سفيان اشلواو و التي تحت عنوان ثائر البيداء و التي حصل بهذه القصة على المرتبة التانية في أحد المسابقاات القصصية
لن اطيل عليكم أترككم مع القصة :







كان "حمّو" رجلا مشهوداً له بالفطنة و الذكاء في أوساط أهل بلدته، مع أنه لم يكمل تعليمه الابتدائي. و كان يُضرب به المثل في الذكاء و الثورجة.
اشتعلت نيران الربيع العربي والتي انطلقت شرارتها من تونس بثورة الياسمين عقب إحراق شاب –حاقد على الوضع- جسده احتجاجاً على ما آلت إليه الأوضاع في بلاده من قبيل سيادة الديكتاتورية و نهبها لخيرات البلاد على حساب تهميش الطبقات الاجتماعية الهشة، و التي شكت بثها وحزنها إلى خالقها. تعامل "حمو" وسكان الصحراء مع هذه الأحداث في بدايتها بدونية كما فعل أغلب المتتبعين العرب، وذلك نظراً لاعتقادهم بأن مطالب الثورة والتي تتمثل في "إسقاط النظام" مستحيلة التحقق. لكن هذه الصورة سرعان ما انمحت بفرار زين الهاربـيـن.. عفواً.. زين العابدين بن علي صوب "المملكة العربية السعودية". وبهذا تكون نيران الثورة قد انتقلت إلى أم الدنيا بعد نجاح شقيقتها تونس في تحقيق المطالب المنشودة، لكن الثورة لم تنتقل فقط إلى مصر، بل إنها انتقلت أيضاً إلى فؤاد "حمّو" الذي تنامى لديه شعوره الثورجي. فقصد اقتناء كتاب "قواعد الثورة" لإغناء ثقافته حول موضوع العصر، ثم جلس تحت ظل نخلةٍ [يروي الأجداد أنها تثمرُ ولو في أيام الجفاف] يتصفح الكتاب حرفاً حرفاً ويعيش معه بكل جوارحه.. حتى ظن من رآهُ أن الرجل قد جُنّ.. لكن في الحقيقية؛ شيء ما بداخله هو الذي يحركه.. مرّ "حمّو" بعدة محطات داخل كتابه [وقد بلغ منتصفه] دون أن يصرف عنه عيناه ولو لهنيهةٍ بالرغم من أنه تعب كثيراً في قراءته بسبب التعتعة التي يعود سببها لديه لمستواه التعليمي المتواضع.. والله أعلم إن كان قد صاحب هذه التعتعة سوء فهم.
.. انتهى للتو من قراءة كتابه "قواعد الثورة"، فطواه بعنف شديد ثم انتفض من مكانه ليصب غضبه [الثورجي] على النخلة التي نصبت نفسها على عرش الصحراء، و هي متعالية على ما حولها من الهضاب و كثبان الرمال.. فقرر أن تكون تلك اللحظة نهايةً لديكتاتورية النخلة وسط البيداء على يد الثائر "حمّو" صاحب الرأس الأصلع.. انطلق مسرعاً إلى بيته و حرارة جسمه قد فاقت المعدل الطبيعي للإنسان، أخذ أكبر فأس يملكه، وطلب من ابنه العشريني الحضور في الحال إلى عين المكان ليشهد على سقوط النخلة المتفاخرة، ولينقل ما ستراه عيناه لأهل القرية. حسم "حمّو" أمره و أمر فأسه بالانقضاض على جذع النخلة السميك.. ما هي إلا دقائق معدودات حتى أرديت النخلة وسط الرمال الذهبية هزيلة منكسرة بعد أن كانت ملكتها و لابسةَ تاجـِها البرّاق.
..مرت السّنُونُ و الأعوام حتى جاءت على الصحراء سنوات عجاف، شبيهة بـ"السبع" التي مرت في زمن نبي الله يوسف، اشتد فيها القحط وفقدت فيها أساليب الحياة، إضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الجو، فلم يجد سكان القرية بدّاً من البقاء مركونين في بيوتهم في غياب ما يسدون به فراغ بطونهم.. لكن سرعان ما تذكروا "النخلة الإرث" التي قيل أنها تثمر رغم امساك السماء عن الإمطار.. لكنهم نسواْ أو تناسواْ ما حل بالنخلة السّخية، اقتربواْ إليها فوجدوها قد تحللت جزئيا وجعلتها الحشرات مأوى تحتمي به من حرارة الصقعاء المتلألئة وسط السماء، بينما لم يعد لابن آدم حظ فيها بسبب سوء تدبيره وعدم انتباهه للعواقب التي قد تعقب أي فعل كيفما كان.. هنـا تيَـقّــظ "حمّو" لفداحة جُرمِه، وبدأ يصفع وجهه حتى احمر خدّاه، ثم مزّق كتاب الثورة الذي لم يفارقه منذ امتلاكه له، واستبدله بديوان شعريً تحت عنوان: "بكاء على الأطلال" قصد الترويح عن النفس، وهمّ يكملُ القراءة تحت أشعة الشمس الحارقة.

ههذه القصة للكاتب سفيان اشلواو :

سفيان اشلواو باللغة الفرنسية\الانجليزية (Soufiane Achloiou)، ولد سنة 1995 بقرية أيت لحبيب التابعة لجماعة ألنيف بعمالة تنغير\ المغرب، و التي كبر و ترعرع بها. انتقل رفقة عائلته للعيش بمدينة الناظور سنة 2003، حيث أكمل دراسته بالسنة الثالثة من التعليم الابتدائي بمدرسة توريرت بوستة، و حصل بها على شهادة الدروس الابتدائية بميزة مستحسن، ثم انتقل ليدرس بالسلك الاعدادي باعدادية توريرت بوستة، ثم ثانوية الحساني التأهيلية بعد نجاحه في امتحانات السنة الثالثة اعدادي; و لا يزال يتابع دراسته ثانوية الحساني التأهلية بـسلوان (الثانية بكالوريا)، و حصل بها على عدد من التنويهات و لوحات الشرف، و كذا الجوائز التقديرية. شارك بالعديد من البرامج التلفزيونية (الثقافية و برامج المغامرات) على شاشة قناة الجزيرة للأطفال، و منها: برنامج ألو مرحبا، على الهواء، مـع التيار، و فاز بها بالعديد من الجوائز.. و يحلم سفيان اشلواو بأن يصير صحفيا و اعلاميا ناجحا في المسقبل; حيث يلقب نفسه بالـ: مهوس بمهنة المتاعب. و لتحقيق هذا الحلم الكبير في نظره، فانه يعمل كل ما بوسعه للحصول على معدل مشرف بسنته المصيرية (البكلوريا) كي يتسنى له الالتحاق بالـمعهد العالي للإعلام و الإتصال-الرباط.. فحظاً موفقــاً له..



Comments
0 Comments
http://trucsprofessional.blogspot.com/ http://www.developerspc.com/2013/10/blog-post_4273.html#ixzz2h3qXBq9m

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق